التاريخ/الوقت
Date(s) - 15/04/2019
8:45 - 16:15
الموقع
Massuah Institute for Holocaust Studies
Categories
ذاكرة المحرقة هامة أكثر من أي وقت مضى، وخاصة أن شهود المحرقة يختفون، والبعد الزمني عنها آخذة بالاتساع. علاوة على ذلك، في بعض الدول، وخاصة في دول شرق أوروبا، نشهد على نزعة الذاكرة الذاتية، والتي قد تنفي أو تقلل على نحو كبير المسؤولية المشتركة للسكان المحليين عن كوارث المحرقة، وبغية مواجهة هذه المشاكل، عقدت مؤسسة فريدريخ إبرت ومعهد مسوآة مؤتمر “تصحيح الذاكرة” في القرن العشرين، إسرائيل وأوروبا.
تحدث بداية د. جيمس بولغين من المتحف الأمبراطوري في لندن. منذ العام 2015 يقوم هو وزملاؤه بتنظيم معرضًا جديدًا حول موضوع المحرقة، والذي سيفتتح في عام 2021، وسيقدم المعرض الجديد أحداث الحرب العالمية الثانية في سياق مباشر مع المحرقة. ووفق أقوال د. بلوغين فإن المتحف سوف يؤكد على ذلك وعلى ضوء الكارثة فإن الضحايا اليهود ظلوا دائمًا بشرًا مع تاريخهم الشخصي والفردي. يهدف المعرض الجديد إلى تصحيح أنصاف الحقائق والأفكار القديمة الشائعة في بريطانيا. وقد اقتبس بولغين على سبيل المثال “الكليشيه” حول المحرقة كماكينة قتل. حيث يخفي هذا التشبيه للمحرقة الحقيقة بأن الحديث عن أشخاص أوجدوا معسكر أوشفيتش واستمروا في تشغيله: لم تكن المحرقة مجرد صناعة قتل حتمية، بل نتاج قرار النازيين الألمان ومساعديهم مواصلة القتل. كان ذلك فعلا بربريًا بشريًا أدى إلى المحرقة.
بعد ذلك تحدث بروفيسور أفرايم زوروف عن تعامل ليتوانيا مع الجرائم التي ارتكبتها ألمانيا النازية ومساعديها من الليتوانيين خلال الحرب العالمية الثانية. تعامل ليتوانيا مع ماضيها المظلم يمثل تعامل العديد من الدول الأخرى في شرق أوروبا.
حول مدى قلة اهتمام الحكومة والسكان في تناول دور المتعاونين من غير الألمان تحدثت روتا فناغيتا، مؤلفة الكتب الأكثر مبيعة، وقد ألفت في العام 2016 كتابًا عن دور مجرمي الحرب من اليتوانيبن خلال المحرقة، وفي أعقاب ذلك تمت ادانتها ليس فقط من قبل الناشر، بل تعرضت للتهديدات والإقصاء المجتمعي. ومنذ العام 2018 تسكن في إسرائيل. وبناء على أقوالها فإن المواجهة الحقيقية مع الجرائم التي وقعت على أرض ليتوانيا غير مرغوب بها في موطنها.
الصحفي، الكاتب والمترجم للغة الإيديش بني مور، وصف حياة اليهود في وارسو قبل وخلال الحرب العالمية الثانية من خلال محاضرة شيقة، حيث عرض لدراسته حول شارع سموتشا في وارسو، والذي كان يسكنه اليهود بشكل خاص.
في الجزء الثاني من المؤتمر أشارت تهيلا درمون مالكا أنه علاوة على الناجين من المحرقة وضحايا المحرقة، ثمّة فئة ثالثة: الغائبون. فبعد نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى بداية القرن الحادي والعشرون حاول الناجون من المحرقة في البلاد وفي العالم البحث عن أقاربهم الذين لم يعرفوا مصيرهم. وقد أنشأت الوكالة اليهودية عام 1945 “شعبة البحث عن الأقارب”، والتي عملت حتى العام 2002، وتلقت ملايين التوجهات خلال تلك السنوات. وكانت الإذاعة الإسرائيلية تبث يوميًا أسئلة البحث عن الأقارب على الأثير. وقد توقف هذا البرنامج عن البث عام 2002 وقد بلور الجمهور الإسرائيلي خلال أكثر من خمسة عقود.
في نهاية المؤتمر تم عرض الفيلم الوثائقي “عسل أسود” للمخرج أوري برباش حول حياة شاعر لغة الإيديش الأكبر في القرن العشرين، أبراهام سوتسكوبر. زعيم الألوية الورقية في فيلنا، والتي أنقذت مؤلفات ليهود من أيدي النازيين خلال المحرقة، كتب ضمن أمور أخرى “نشيد الناجين من المحرقة”، وكذلك قصائد جميلة تتعلق بستالين، وفي العام 1944 أعلن ستالين عن انقاذ سوتسكوبر في غابات الثوار في ليتوانيا بطائرة سوفياتية.
بعد الحرب كان سوتسكوبر أحد شهاد محاكم نيرنبرغ. بعدها هاجر إلى إسرائيل وأقام في تل أبيب. في العام 1948 أسس مجلة “السلسلة الذهبية” رمزًا لبقاء الشعب اليهودي، وهي مجلة أدبية في لغة الإيديش صدرت حتى العام 1995. في العام 2010 توفي تسوتسكوبر عن عمر 97 سنة.